يضن العديد من الأولياء أنهم إذا ربوا أبناءهم بالضرب فإنهم يحصلون على أطفال وأولاد مؤدبين يخافون من الوقوع في الخطأ ونتائجه فيحسنون عندها التصرف، غير أن هذا الإعتقاد خاطئ تماما إذ يؤدي الضرب  إلى تغيير غير سار في شخصياتهم وسلوكهم، فينشأون معقدين ومشاكلهم النفسية أصعب من أن تحل بسهولة كما يعتقد البعض، خاصة وأن الإنسان غالبا ما يتأثر بطفولته بشكل كبير جدا، ويبقى محتفظا بآثارها السلبية على شخصيته٫ وهذا ما أثبتته الكثير من الدراسات العلمية في مجال علم النفس التربوي.


والحقيقة التي لا يدركها الكثيرون آنه ليس هناك أمر أصعب على الولد الصغير من أن يصفع على وجهه من قبل أي إنسان كان، ولكن لو كان هذا الشخص هو والده أو والدته فإن المشكلة أكبر وأعقد جدا، وذلك لأن الطفل عندها سيوجه مشاعر العداء لهما، حتى وإن نسي بعدها، إلا أن الحالة التي مر بها والخوف المصاحب سيكون لهما دورهما في شخصيته في المستقبل.





  • رأي المختصين في الموضع




ربطت الدكتورة إليزابيث جيرشوف إختصاصية العلوم النفسية بالمركز الصفع بمشكلات سلوكية سلبية تصيب الأطفال مثل: العدوانية والسلوك غير الإجتماعي والإنطوائي واضطرابات نفسية عديدة.


وقالت: أن الصفع غير فعال  أبدا في تقويم سلوك الطفل وتربيته ولا يساعد في تعليمه الصح من الخطأ، كما أن له دورا في عدم التزام الطفل بطاعة والديه فهو يخاف في حضورهما فقط، ولكنه يسيء التصرف في غيابهما.


وأشارت في تقرير بحثها الذي نشرته مجلة الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية، إلى أن الصفع الخفيف إلى المتوسط قد يفيد الأطفال في عمر السنتين إلى السنوات الست ولكن لا ينصح أن يحاول الآباء الذين يملكون ميولا عصبية بالصفع على الإطلاق لافتة إلى أنه ليس جميع الأطفال الذين يتم صفعهم قد يعانون من مشكلات انطوائية وعدوانية.


ووجدت جيرشوف بعد تحليل 88 دراسة عن العقاب الجسدي وتأثيراته أن هذا العقاب يختلف حسب طبيعة الآباء من ناحية استخدامه بصورة متكررة، والمواقف التي تجبرهم على استخدامه، والأحاسيس التي تنتابهم أثناء صفع أطفالهم، وإذا ما كانوا يستخدمونه مع وسائل تربية أخرى.


ولاحظت أن جميع هذه العوامل إضافة إلى علاقة الآباء بأطفالهم هي التي تحدد الإستجابات العاطفية والنفسية عند الطفل، مؤكدة ضرورة اللجوء إلى وسائل أخرى غير الضرب لإفهام الطفل أخطاؤه ومضاعفات سلوكياته السيئة، وتعليمه التصرفات الصحيحة التي يجب عليه الإلتزام بها.





  • نصيحة لكل الآباء




لا تصفعوا أولادكم.. فالصفع ليس عقابا بل هو دمار لهم، لتربيتهم ضعوا أنفسكم مكانهم وانظروا إلى تصرفاتهم من وجهة نظرهم وليس من تجربتكم أنتم، وإلا ستكونون أول خاسر لهم وستفقدونهم.

شارك المقالة
أضف تعليق
أدمن

لا تصفعوا أولادكم فتفقدوهم

26‏/7‏/2019